الأحد، 11 نوفمبر 2012

الدورة الشهرية الأولى (Menarche)



الدورة الشهرية (الطمث) Menstrual cycle

 

الدورة الشهرية الأولى (Menarche)

 * بدء نزول الطمث:

الدورة الشهرية الأولى هو بدء نزول الطمث (الحيض) عند الفتاة لأول مرة فى حياتها، والتي تدل على دخولها مرحلة النضج الجنسي والجسدي، ما هي الدورة الشهرية

وتعتبر من الناحية الطبية والاجتماعية حدث محوري فى بلوغ الفتاة لأنها تشير إلى قدرتها على الإخصاب، ويمكن وصف نزول الدورة الشهرية عند الفتاة أيضاً بأنها إحدى المحاور الرئيسية فى عملية البلوغ .

تبدأ نزول الدورة الشهرية عندما تبلغ نسبة محتوى الدهون بجسم الفتاة 17%، ومتوسط العمر للفتاة لنزول أول طمث لها هو (12) عاماً.

 وللحفاظ على انتظام نزول الدورة الشهرية للفتاة ينبغي أن يصل محتوى الدهون بجسم الفتاة إلى 22% أو أكثر من هذه النسبة.

* بدء نزول الطمث كجزء من مرحلة البلوغ عند الفتاة:

تحتل الدورة الشهرية الأولى عند الفتاة قمة سلسلة التغيرات الفسيولوجية التي تمر بها فى مرحلة البلوغ:

- يبدأ الجسم فى إفراز هرمون "الإستروجين" بواسطة المبايض استجابة لهرمونات الغدة النخامية.

- وبعد مرور فترة تتعدى حوالي 2-3 أعوام، يحفز هرمون "الإستروجين" نمو الرحم وبالمثل نمو الثدي، ويزداد عرض الحوض.

- كما يحفز هذا الهرمون نمو البطانة الرحمية .

- والتغيرات فى معدلات هذا الهرمون، قد ينجم عنها تغير فى الإمداد الدموي لبعض أجزاء من بطانة الرحم.

- ونتيجة للنقص فى الإمداد الدموي لبعض أجزاء من أنسجة بطانة الرحم يؤدى إلى ضمورها وانفصالها عن البطانة وحدوث نزيف معها.

ولا توجد هناك إشارة هرمونية محددة تنذر ببدء نزول الدورة الشهرية، لكن هناك بعض المؤشرات التي تنبؤ بقرب نزول الحيض ومنها التخانة التدريجية التي تحدث فى بطانة الرحم، ويتسبب فيها الارتفاع فى معدلات "الإستروجين" المسئول عن البلوغ عند الفتاة بالرغم من وجود تقلبات فى معدلاته.

ويتكون دم الحيض من دم سائل وجزء آخر متجلط بالإضافة إلى أنسجة من بطانة الرحم.

 وأول تدفق للدم الذي يحدث مع أول دورة شهرية يكون لونه فاتحاً عن لون الدم بعد وصول الفتاة إلى كامل نضجها، كما تكون كمية الدم قليلة وفى بعض الأحيان تكون فى صورة نقاط.

* بدء نزول الدورة الشهرية والإخصاب:

عن العلاقة بين بدء نزول الدورة الشهرية وبين بدأ التبويض والإخصاب عند الفتاة،، نجد العلاقة كالتالي: لا يعنى بدء نزول الدورة الشهرية بدأ عملية التبويض عند الفتاة (عند غالبية الفتيات) لأنه من الممكن أن تمتد الفترة الفاصلة بين حدوث التبويض بعد نزول أول طمث إلى عدة أشهر وقد تصل إلى سنة أو سنتين فى حالة الحيض غير المنتظم.

ويرتبط عادة حدوث التبويض عند الفتاة بانتظام بالتالي أو من مؤشراته:

- الفترات المنتظمة التي تفصل بين نزول الدورة الشهرية والأخرى التي تليها.

- استمرار نزول الدورة الشهرية.

- أنماط التدفق من الغزارة وحدوث التقلصات.

وكون المرأة قادرة على أن يقوم جسدها بعملية التبويض فهذا يعنى بدء الإخصاب لديها، وأنها تستطيع الزواج وقدرة جسدها على تقبل الحمل.

الجهاز التناسلى للمرأة

وعلى الجانب الآخر، إذا قلنا أن عملية التبويض تالية على نزول الحيض (أي لا يتزامن حدوثها معه) فإن هناك بعض الفتيات التي يبدأ عندها التبويض قبل نزول الطمث ومن الممكن أن تتعرض للإخصاب والحمل حتى قبل نزول الدورة الشهرية إذا مرت بعلاقة جنسية أو تعرضت للاعتداء والاغتصاب ..

فالنتائج التي كانت تُقر بعدم إمكانية حدوث حمل عند الفتاة قبل نزول أول حيض لم تعد صحيحة بعد الآن.

* توقيت بدء نزول الدورة الشهرية:

تبدأ الدورة الشهرية فى النزول عادة بعد حوالي عامين من التغيرات الأولية لنمو الثدي.

 وعبر القرون الماضية، كان بدء نزول الطمث يحدث مبكراً عند الإناث بمجرد نمو الطول وفى ظل توافر التغذية والصحة الجيدة ..

* تأثير الضغوط والبيئة الاجتماعية على توقيت بدء نزول الدورة الشهرية:

هناك عوامل عديدة تؤثر فى توقيت بدء نزول الطمث عند الفتاة كإحدى علامات البلوغ الهامة والبارزة.

 فإذا كانت الجينات والتغذية والصحة العامة لهم التأثير الأكبر إلا أنه هناك مازال جزءاً ليس هيناً يرجع إلى بيئة الطفل التي ينشأ فيها وتُشكل نفسيته.

وأول بيئة تحك فى تشكيل نفسية الطفل المنزل والعائلة التي تلقن الفرد جميع القيم وتساهم فى تنشئته وفى تشكيل أطوار نموه، فهذه البيئة هامة للغاية لأن الطفل يتواجد معها بشكل دائم ومستمر أكثر من بيئة العمل والدراسة.

  أ- من بعض العوامل المتصلة بالهيكل العائلي، والتي لها دور فى بدء نزول الدورة الشهرية مبكراً عند الفتاة التالى:

- غياب الأب عن المنزل فى مرحلة الطفولة المبكرة.

- وجود أب بديل (زوج الأم) أو أي عنصر رجالي ليس له صلة جينية بالأبناء.

- إساءة معاملة الطفل على المدى الطويل.

- وجود صراعات داخل الأسرة.

- الحياة فى بيئة متحضرة.

ب- أما العوامل المتصلة بالهيكل العائلي والمتسببة فى حدوث البلوغ المتأخر:

- حجم العائلة الكبيرة.

- وجود عدد من الأخوات الإناث الأكبر فى السن.

- العلاقات الحميمية والقريبة من الأب.

- البيئة العائلية الصحية الخالية من الضغوط والتي تتوافر فيها الروابط الأسرية القوية.

 وأرجعت بعض الأبحاث الأخرى أن التأثير الأقوى سواء للبلوغ المبكر أو للبلوغ المتأخر يكون لـ "ضغوط الطفولة"، وكلمة الضغوط هي كلمة واسعة تمتد لتشمل الصراع بين أعضاء الأسرة الواحدة أو وجود عوامل تهدد الوجود الفسيولوجي للطفل مثل عدم توافر الغذاء، أو وجود اضطرابات سياسية مثل الحروب ... الخ

* تفسير بدء نزول الدورة الشهرية:

أ- التفسير الاجتماعي لبدء نزول الدورة الشهرية: بدأ نزول الحيض على الفتاة فى كثير من ثقافات العالم، هو إيماءة إلى اكتمال مقومات الأنوثة للفتاة.

ب- التفسير الطبي لبدء نزول الدورة الشهرية: عندما ينزل الحيض على الفتاة لأول فهذا تأكيد على النمو التدريجي للرحم بواسطة هرمون "الإستروجين" وخاصة التغيرات التي تحدث لبطانة الرحم، وتأكيد أيضاُ على أن القناة التي تصل بين الرحم والمهبل أصبحت مفتوحة الآن.

فى بعض الأمثلة النادرة، قد يحدث بدء نزول الطمث فى مرحلة مبكرة جداً سابقة على بدء نمو الثدي وغيرها من علامات البلوغ الأخرى وهذه الحالة يُطلق عليها "نزول الطمث المبكر الانعزالي" Isolated premature menarche مع الوضع فى الاعتبار من أنه لا توجد علامات أخرى تشير إلى أن هذا نزيف وليس بدء نزول الطمث.

وعندما لا تبدأ الدورة الشهرية عند الفتاة بعد مرور ثلاث سنوات من بدء نمو الثدي أو بعد أن تبلغ الفتاة من العمر 14.5 عاماً فهذا يُعرف باسم انقطاع الطمث الأولى (Primary amenorrhea).

 

 

 

 

 

      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق